حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح:السيرة الذاتية



حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح:السيرة الذاتية

لم تأت انطلاقة الثورة الفلسطيني والمارة الفتحاوي في اليوم من عام 1965 فجأة وبدون مقدمات ...فقبلنا بعشرة أعوام كانت كل الأحداث تشير إلى أن الثورة الفلسطينية قادة...في غزة كانت المجموعات الفدائية الأولى للشهيد القائد خليل الوزير تنفذ عملياتها الجريئة في جنوب فلسطين المحتلة وفي القاهرة كان اتحاد الطلبة برئاسة الشهيد الرمز أبو عمار(ياسر عرفات) يتجاوز أنشطته الطلابية إلى تشكيل النواة السياسة النضالية مع رفيق دربة الشهيد صلاح خلف ومجموعة من الرعيل النضالي الفتحاوي الأول... وفي العام 1959 تأسست حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)والهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وإزالة كل آثار نكبة 1948م.

وفي العام 1963م تم تفريغ أول كادر فتحاوي هو الشهيد أبو جهاد الذي إفتتح أول مكتب لحركة فتح في الجزائر وأقم معسكرات لمقاتليها وعقد أول صفقة سلاح مع الصين الشعبية وأقام علاقات مع العديد من الحركات الثورية في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأسيا وفي نفس الوقت انتقل مؤسس حركة فتح من المؤسسين إلى دمشق للإعداد والتجهيز الانطلاقة العاصفة وخلاياها الفدائية داخل فلسطين.
فتح....محطات مجيد مضيئة وأيام لها تاريخ...
*1/1/1965:قوات العاصفة الجناح العسكري لحركة فتح تنطلق بعملياتها الفدائية الجريئة داخل الوطن المحتل
*1967:بعد هزيمة الجيوش العربية في حزيران 1967م وضياع ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية باحتلال الضفة وغزة والجولان وسيناء وسقوط القدس الشريف بدأت عمليات المقاومة الفلسطينية في تصاعد مستمر وياسر عرفات يدخل الوطن ويشرف بنفسه على تشكيل خلايا وقوت العاصفة.....والأنظمة العربية تعترف بحركة فتح وتقدم لها دعما لوجستيا وسياسيا ودعما غير محدود من الزعيم المصري الخالد جمال عبد الناصر واحتضنتها الجزائر وسوريا وليبيا والأردن واليمن... والجماهير العربية المكسورة بهزيمة حزيران تجد في فتح الأمل لعودة الكرامة العربية.
*1968:بعد حوالي عام من اليأس والإحباط الفلسطيني العربي ومقولة الجيش الصهيوني الذي لايقهر جاء يوم الكرامة العربية في 21/3/1968م عندما تصدت فتح والتنظيمات الفلسطينية لجحافل دبابات الاحتلال الإسرائيلي التي اجتاحت نهر الأردن بدعم جوي وإنزال في قرية الكرامة في غور الأردن مقر قيادة فتح التي تصدت للعدوان الإسرائيلي بوجود القادة التاريخيين لفتح في ميدان المعركة وفي ساعات المساء يعود الجيش الذي لا يقهر يجر أذيال الهزيمة تاركا خلفه عشرات الدبابات والآليات وبالكاد استطاع سحب قتلاه وجرحاه...وتتغني الجماهير العربية بالمارد الفتحاوي والمقاومة الفلسطينية.
*1969: بوصفها كبرى فصائل المقاومة الفلسطينية ولوجود الأغلبية داخل المجلس الوطني الفلسطيني فقد انتخب المجلس ياسر عرفات رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
*1970: نتيجة أخطاء لبعض الفصائل الفلسطينية فتح تتورط في مواجهة مع الجيش الأردني فيما عرف بأحداث أيلول الأسود وتنسحب الفصائل الفلسطينية ومن بينها حركة فتح بعد الموجهة مع الأردن إلى قواعد جديدة مع سوريا ولبنان وتخلو الساحة والأردنية من المقاومة.
*1973:وحدة كوما ندو إسرائيلية تنجح في اغتيال القادة الشهداء أب ويوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر في بيروت في 10/4/1973م, وفي السادس من أكتوبر من نفس العام تخوض قوات عين جالوت بضباطها وقادتها وجنودها الفلسطينيين معارك الشرف والشهادة جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة المصرية التي عبرت القناة وحطمت حصون خط بارليف للاختراق الإسرائيلي في غرب القناة.
*1974:في 29/10/1974م اعترفت القمة العربية في الرباط بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني في كل مكان,وبذلك يقطع ياسر عرفات الطريق أمام كل محاولات فرض الوصايا و التبعية ويضع أسس القرار الوطني الفلسطيني المستقل... وفي 13/11/1974م يقف ياسر عرفات كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية لأول مرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قائلا:(أتيت إلى هنا حاملا غصن الزيتون في يد وبندقية المقاتل من أجل الحرية في اليد الأخرى فلا تدعو غصن الزيتون يسقط من يدي)...وتعترف معظم دول العالم بالمنظمة وتفتح السفارات وترفع الأعلام الفلسطينية في العواصم العالمية شرقا وغربا.
*1979:العمليات الفدائية الفتحاوية الجريئة والشجاعة تتوصل لتقض مضاجع العدو الصهيوني وتأتي عمليات معالوت وسافوي والساحل بقيادة الشهيدة:(دلال المغربي) ولم يجد وزير الحرب الإسرائيلي حينئذ عيزاويزمان وغير من أقطاب الليكود إلا مهاجمة موقع المقاومة الفلسطينية وصمودها أمام قوات تفوقها عددا وعتادا.
*1982:المقاومة الفلسطينية وقيادتها الفتحاوية تمطر شمال فلسطين بالكاتيوشا والقذائف المدفعية الثقيلة وسكان كريات شمونا يهجرونها.. والعمليات الفدائية تتوصل في الضفة وغزة والشعب الفلسطيني في الداخل والخارج أصبح جميعه فتحاويا وحرمة الشبيبة الفتحاوية تنطلق ولم يجد الإرهابي ميناحيم بيغن وتلميذ الإرهابي شارون حلا إلا اجتاح لبنان ومحاولة القضاء على ياسر عرفات بالذات والمقامة الفلسطينية وتدور معارك الشرف والفداء في الشقيف وخلده والنبطية والجنوب وتحاصر بيروت وتفشل أعتى الأسلحة المدعومة بالطيران من الدخول مترا واحدا داخل بيروت في صمود أسطوري لعرفات وجنوده.... ويختار عرفات الرحيل عن بيروت بجنوده وكامل أسلحتهم حفاظا على سلامة بيروت وأهلها.
*1987:الانتفاضة الشعبية تندلع داخل الأراضي الفلسطينية والحجر الفلسطيني المقدس يقارع القوة العسكرية الإحتلالية الطاغلة....
والكف ويناطح المخرج... وتقود فتح القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة...ومهندسها أول الرصاص وأول الحجارة الشهيد خليل الوزير(أبو جهاد)...وتتعرض قيادة الانتفاضة للإبعاد والأسر ويلحق بفتح الآخرون لتكون فتح وأبنائها دائما وأبدا السباقون...السباقون, وغيرهم ديمونا التي اقتحمت حائط الإصرار الصهيوني.
*1994:ولأن لكل حرب نهاية سياسية فقط كانت نهاية الانتفاضة عودة السلطة الوطنية الفلسطينية والقيادات السياسية والعسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية والآلاف العائدة مكن المنافي والشتات إلى أرض الآباء والأجداد بعد توقيع اتفاقية أوسلو وينخرط الشعب في مؤسساتها الوطنية وتبدأ مرحلة جديدة من البناء والتعمير... وتقف حماس موقفا معارضا للسلطة الوطنية ومشروعها الوطني وتصدر الفتاوى بان اتفاقية أوسلو حرام وتوابعها حرام.
*2000:ياسر عرفات ترفض التفريط ويرفض التنازل عن الثوابت الفلسطينية ويصر على حق العودة والقدس عربية...والإرهابي شارون يقتحم الحرم القدسي الشريف والأجواء تتهيأ لانطلاقة انتفاضة الأقصى المباركة تتقدم فتح الصفوف وكعادتها تأتي حماس متأخرة لتركب الموجه...ويقود الشهيد ياسر عرفات فعاليات الانتفاضة وتتعرض الأرض الفلسطينية لأقسى ممارسات القتل والدمار ويقف الشعب صامدا ويحاصر رئيسه ويستشهد.
*2005:الشعب الفلسطيني يقول كلمته ويجدد ثقته في حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية ويختار بالإجماع وفي انتخابات حرة ونزيهة محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية ليكون خير خلف لخير سلف.
وماذا بعد؟؟
هذا غيض من فيض وأيام فتح المجيدة لايتسع لها المكان وتحتاج إلى موسوعة ثورية نضالية.... وشمس فتح لو ولن تغيب فهي متأصلة ومتجذرة في وجدان الأمة مسيرتها وقادتها وشهدائها وأسراها وجرحاها... كانت ومازالت الرائدة...تناضل وتبادر ويلحق بها الآخرون...ولكن متأخرون...من حق شعبنا أن يجرب... ولكن تقبى فتح هي الملاذ الأخير والحصن الدافئ للملايين... فتح هي أم الجماهير قولا وفعلا...وفي صدر أم الجماهير متسع للجماهير.
المصدر: ملتقى التقوى - من قسم: ملتقى الاخبار والسياس